قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس
وأعقدن بالأنامل
فإنهن مسئولات مستنطقات
حسنه الألباني
الســــؤال :
يقول
الحديث : « كل بدعة ضلالة » ، يعني ليست هناك بدعة غير ضلالة ، وليس هناك
بدعة حسنة ، بل كل بدعة ضلالة ، فهل السبحة تعتبر بدعة ، وهل هي بدعة حسنة
أم بدعة ضلالة .
المفتي : ... ابن عثيمين
الجــواب:
السبحة
ليست بدعة دينية ، وذلك لأن الإنسان لا يقصد بها التعبد لله ، وإنما يقصد
ضبط عدد التسبيح الذي يقوله أو التهليل أو التحميد أو التكبير فهي وسيلو
وليست مقصودة ، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التسبيح بأنامله أي
بأصابعه لأمور :
الأول : أن الأصابع مستنطقات كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن عدد التسبيح ونحوه بالمسبحة يؤدي إلى غفلة الإنسان ،
فإننا نشاهد كثيرا من هؤلاء الذين يستعملون المسبحة يسبحون وأعينهم تدور
هنا وهناك ؛ لأنهم قد جعلوا عدد الحبات على قدر ما يريدون تسبيحه أو
تهليله أو تحميده أو تكبيره ، فتجد الإنسان منهم يعد هذه الحبات بيده وهو
غافل القلب يلتفت يمينا وشمالا ، بخلاف ما إذا كان يعدها بأصابعه ، فإن
ذلك أحضر لقلبه غالبا .
الثالث : أن استعمال المسبحة قد يدخله الرياء ،
فإننا نجد كثيرا من الناس الذين يحبون كثرة التسبيح بالمسبحة يعلقون في
أعناقهم مسابح طويلة كثيرة الخرزات ، وكأن لسان حالهم يقول : انظروا إلينا
فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات ، وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا لكنه
يخشى منه ، فهذه ثلاثة أمور كلها تقضي بأن يجتنب الإنسان التسبيح بالمسبحة
، وأن يسبح الله سبحانه وتعالى بأنامله .
ثم إن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى ، لأن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ، واليمنى خير من
اليسرى بلا شك ، ولهذا كان الأيمن مفضلا على الأيسر ، ونهى النبي صلى الله
عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله ، وأمر أن يأكل الإنسان
بيمينه فقال صلى الله عليه وسلم : « يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما
يليك»، وقال : « إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن
الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله »
فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى إتباعا للسنة وأخذا باليمين ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله .
وعلى
هذا فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين ؛ لأن المراد بالبدعة
المنهي عنها هي البدعة في الدين ، وتسبيح المسبحة إنما هي وسيلة لضبط
العدد ، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة ، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح
بالأصابع